الأحد، 20 يونيو 2010

أزمة دار فور والنفق المظلم مابين محادثات أنجمينا(تشاد)ومفاوضات أبوجا الملعونه ومجهودات الدوحه الجاريه الى مجهول

أزمة دار فور والنفق المظلم مابين محادثات أنجمينا(تشاد)ومفاوضات أبوجا الملعونه ومجهودات الدوحه الجاريه الى مجهول
(من المؤلم ان يكذب من هو يعتبر نفسه قائد وخاصه اذا كان كذب مكشوف )
أيها القارىء الكريم لايفوتنى أن أتوقف معك عند أحدى المحطات التى مرت بها عجلة سلام دارفور وهذه المحطه هى من المحطات التاريخيه والهامه فى عمر هذه الازمة التى تجاوزت عامها السابع وها هى قد أوشك يوم الختان حيث ان من الموروثات التقليديه العقائديه فى اليوم السابع يتم أزالة شعر المولود او مايعرف بالعقيقه وفى السنه السابعه من العمر يتم ختان المولود وبهذا يمكن ان تشهد الدوحه القطريه حفل الختان بالنسبه لمفاوضات سلام دارفور .
ففى الدوحه العاصمة القطريه يوجد بها نفر كريم من أبناء السودان البلد الشامل والكبير بأهله أصحاب الشهامه والكرم والاخلاق والادب والاحترام أنهم أهل المرؤءة والصفات النبيله ففى الدوحه وجدنا جاليه سودانيه تتمتع بكل صفات الانسان السودانى الاصيل واهم ما يميز هذه الجاليه انها تضم مجموعه كبيرة من خيرت الكوادر السودانيه ذوى المؤهلات الرفيعه فى كافة المجالات فاذا ما قدر لك ان تجالسهم وتستمع اليهم فانك تدرك تماما أن السودان دوله فاشله أى بالاحرى نظامها هو الطارد للعقول والمشرد للخبرات وهذا كان السبب المباشر وراء غياب التنميه والتخطيط الاستراتيجى . ففى الدوحه أيضاء وجدنا رابطة لأبناء دارفور هى الاخرى كانت لنا بمنزلة الام الحنون والاب الرؤوف وأنها كانت الساعد والعضد وهى كانت الراعى والحامى للحمى وأنها كانت تسهر الليالى الطوال بجانبنا ترشد وتهدى وتسهل وتساعد وتذلل الصعاب وتقرب بين وجهات النظر وأنها كانت الحكيم بين الفرقاء فهذه الرابطه ضربت اروع المثل فى الحياد والانصاف فهى كانت كالمرآة التى من خلالها انعكست صورة أنسان دارفور بمختلف أثنياتهم وقبائلهم فهى كالجسد الواحد الذى لايحتمل ان يشتكى منه عضوا بل تبذل قصارى جهدها فى سلامة هذا الجسد وتسأل الله دوما معافاته وشفاءه من كل سقم فالتحيه والتقدير والشكر لهذه الرابطه فى شخص رئيسها /مولانا / عبدالرحمن دوسه وكامل عضويتها بدون ذكر للاسماء لانهم أرفع الدرجات مقاما وذكرا .
ويفوتنى ان أتوقف قليلا فى محطه هامه جدا ومنعطق دقيق يعكس متانة العلاقه وصلابتها ما بين انسان دارفور الغرابى وأنسان كردفان هو الاخر الغرابى فالمصائب تجمع المصابين فاهلنا فى كردفان هم أيضاء مثقلين بالهموم الثقال فى مصيرجبال النوبه ومنطقة أبيى والشريط الحدودى الاحتكاكى فى بلاد المسيريه والدينكا والذى يقع مابين سندان المؤتمر الوطنى وسندان الحركة الشعبيه اذا قدر لها ان تجنح الى الانفصال ضد السلام فان آلة الحرب فى دولة الجنوب لن ترحم أبناء المسيريه وأبناء الضعين هم الاخرين فى مرمى النيران الصديقه ففى الدوحه ايضاء وجدنا مجموعه منظمه أجتماعيا متماسكه بروابط قويه ولها حضور فى كافة المحافل والملتقيات السودانيه هذه المجموعه هى (رابطة أبناء المسيريه ) بدولة قطر فهى الاخرى ساهمت بكل ماتملك فى دفع عملية تقريب وجهات النظر بين الفرقاء من أجل توحيد الصف والكلمه وهى تتمتع بالحياد التام والكامل وليست لها أجنده بل هى تندفع نحو دارفور بحق الرباط التاريخى والاجتماعى والتواصل البيىء فى الحل والترحال فالشكر كل الشكر والتقدير لأبناء المسيريه بدولة قطر وأتمنى أن يحذو حذوهم بقية أبناء المسيريه فى دول المهجر الاخرى فى مايتعلق بشأن قضية دارفور العادله والمنصفه وأن الوعد معكم قائما عند منطقة (أبيى) . اخى القارىء اكرر عذرى للاستهلاله هذه واعود بك الى المحطه التى توقفنا عندها سابقا وهى عند الصورة الثانيه من صور العمل المسلح بدارفور واليوم سوف نخصص هذا الفصل لنوع أخر من صور العمل المسلح بدارفور وهذه الصورة وان كانت قديمه ولكن تم أستخدامها على جدران قضية دارفور بطريقه كان القصد منها تشويه صورة القبائل العربيه بدارفور كافه دون تحديد لهوية المجرم وكثيرا ما قيل فى دارفور سابقا القول الحكيم الا وهو ( المجرم ماعندو قبيله ) الا ان الامور كان مخطط لها منذ تاسيس (حركة تحرير دارفور من الوجود العربى ) فاذا ما حكمنا العقل وأتفقنا على ان الحرب فى دارفور جاءت نتائجها كارثيه ومأساويه الا ان الميل الى تشويه صورة القبائل العربيه كافة وبدون أستثناء كان عمدا وقصدا وممنهج أيضاء فالحكومه السودانيه تعمدت طلب الحمايه والنصرة من القبائل العربيه والذى ساعدها فى ذلك خطاب الحركات المسلحه (تحرير دارفور/ العدل خليل ) التحريضى ضد كل العرب بدارفور مع العلم أن المؤتمر الوطنى كحزب حاكم فى السودان بقبضه عسكريه وأمنيه تتكون عضويته من جميع أبناء قبائل دارفور وانهم جميعا فى مناصب نافذه ومقربه من مكان اصدار القرار والمؤامرات ضد دارفور وأهلها فلم تشهد دارفور يوما مظاهرة من منتسبى المؤتمر الوطنى من أبناء القبائل الاخرى وهم شهود على تصرفات النظام الحاكم المشار اليها بشان قضية دارفور بل من المؤكد ومما لايدع مجالا للشك فيه ان بعض القيادات من أبناء القبائل الاخرى تآمروا مع المؤتمر الوطنى ضد الحركات المسلحه بدارفور وساعدوا على تصفيتها والفتنه فيما بينها وتسليح فصيل ضد فصيل وتشجيع آخرين للانفصال وآخرين بالانضمام الى النظام فهل يجوز لنا أن نسمى هؤلاء ( جنجويد ضد أنفسهم وأهليهم على السواء) . سنرى أذن:-
ميليشيات الجنجويد :
لايمكن الإتفاق حول التسمية (جنجويد) ما لم نحدد مصدرها واصلها , فإن القول بأن كلمة " جنجويد " تمثل ثلاثة حروف (ج/ج/ج) جن راكب جواد شايل جيم - هذا أمر مخالف لأصل التسمية ومصدرها , فإذا نظرت إلي الكلمة في حروفها فهي تحمل (حرفان للجيم ) جن جويد.
ولكن الحكومة هي التي جاءت بالحرف الثالث( جيم 3)ليصبح أسم للبندقيه
فالكلمة أصلها من مقطعين (جن – جويد) فلا تحمل أي تأويل أكثر من هذا والمصدر هو أهل الكلمه حيث لهم أرثهم وتاريخهم وتقاليدهم وثقافتهم والحقيقه أننا جميعا من دارفور نشأنا فيها وتوارثنا أجدادنا فيها فلايمكن ان يتم تشويه الموروثات بناءا على رغبات فئة من الناس يسعون الى تشويه تاريخ حافل بالشجاعه والكرم والمروءه والاخاء والتعايش السلمى وأن تصرفات الافراد لايمكن ان تكون مدخل لتجريم الكل بغرض التشويه والتحريض ., فكلمة (جنجويد) مصدرها من الجن وهو مخلوق إلهي معروف أما (جويد )فهو من الأسماء العربية المعروفة بمنطقة دار فور , ويرجع الأصل فيه إلي شخص يدعى (أحمد جويد )عاش في منطقة زالنجي بمنطقة جبل مره بولاية غرب دار فور وهذا التاريخ يعود الى عام 1967, وظهر كشخص فارس ومقاتل في الحروب القبلية بين العرب و الفور في بداية السبعينات , ولكن كان معروف عنه كفرد يشارك في الحروب القبلية , حيث كان يخالف ماهو متفق عليه من العادات والتقاليد والأعراف بين القبائل في ثقافتها الموروثة بالمنطقة , وأن أحمد جويد هذا أصبح رمزا للشباب وكان محل إعجاب وتقدير لدي ( الحكامة ) وهى شاعرة القبيلة , وبمرور الوقت تجمع حوله مجموعة من الشباب أخذوا بسلوكه – الشعر المسترسل – العيش بعيدا في الغابات اى مايعرف ب (الدراء) – ينفذوا الغارات – الإسترزاق قهرا (الكسيب ) – وغيرها من الممارسات غير الأخلاقية واللآإنسانية , لدرجة أن هذه المجموعة تقوم بهذه الأعمال أحيانا ضد ذويهم من القبائل التي ينتموا إليها , فإشتهر بين الناس أن كل شخص ما يقوم بإرتكاب هذه الأفعال يقال له " أنت راكبك جن جويد " فأصبحت المجموعة التي تمارس تلك الأفعال تعرف بالجنجويد , وعندما إستفحل أمر الحروب القبلية ظهرت مجموعات الجنجويد كميليشيات مسلحة تقاتل بجانب القبائل العربية , وفي الإتجاه المعاكس ظهرت الميليشيات المسلحة للقبائل الاخرى تقاتل مع القبائل التي تنتمي إليها , وهذه الأخيرة جاء تكوينها كرد فعل للأولي , وساعد علي ذلك أجندة الجهاز الحكومي التي تعمل علي إذكاء نار الفتنة القبلية وتمزيق النسيج الإجتماعي في دار فور فلما اندلعت الحرب فى دارفور وتمايزت الصفوف أصبح يطلق لمليشيات القبائل الاخرى تسميه (تورا بورا) وكان هذا تمشيا مع ثقافة الحرب التى ظهرت فى افغانستان بعد سقوط نظام طالبان فيها .هذا من ناحية , ولكن أيضا هناك أسباب أخري ساعدت علي ذلك هي :-
1-الجفاف والتصحر والذي يمثل الأسودين في دار فور لسنين طويلة أفقدت الإنسان الزرع والضرع وغياب التنمية وإنعدامها في بعض المناطق وإهمال الجهاز الحكومي لتطوير الخدمات وتحسينها افقد إنسان دار فور البدائل والمعينات للكسب والإسترزاق في حياة كريمة , فلجأ البعض من ضعاف النفوس إلي التكسب عبر فوهة البندقية (الكلاش بجيب المال ببلاش )
2-ضعف الجهاز الحكومي في مكافحة ظاهرة النهب المسلح وفشل المؤتمرات التي تقام للصلح القبلي , فكل التوصيات تذهب أدراج الرياح , فحتي الآن لم تسدد الديات ولم تفتح المسارات , ولم يتم جمع السلاح , بل إستمرت عمليات التجنيد العشوائي والانتقائي لبعض القبائل , والجو مازال متوترا ومشحونا بمرارة الصراع القبلي , فأصبح الهدف مزدوج وفي غير الإتجاه الصحيح 0
3-سياسة العنف وثقافة العنف التي مارسها الجهاز الحكومي طوال فترة حكمه في محاولة منه للتصدي لحرب الجنوب متجاهلا ما يجري في دار فور وشرق السودان , فحبب للناس البندقية والقتل والجهاد والدفاع الشعبي تحت مسميات مخالفة للشرع قانونا ودينا فعندما إنفجر الوضع في دار فور تورط الجهاز الحكومي فى عملية غياب الرؤية الدقيقه لحقيقة الأمور وعيب التستر والتعتيم الإعلامي لكشف حقيقة الأوضاع في دار فور , فكان الجهاز الحكومي يري أن الصراع لا يزال قبلي وإثني وأنه صراع حول الموارد وحول إمتلاك الأرض ( الحوا كير ) وأنه محاولة لإمتلاك الأرض وعدم السماح للآخرين بالمشاركة في الماء والكلأ , وهذه الأمور التي تتعلق بإنسداد بصيرة الجهاز الحكومي كانت تخدم في الأصل أجندة النظام الخبيثة وهي إثارة الفتنة بين الناس فأختلط الحابل بالنابل وتدهور الاوضاع الامنيه فى دارفور وأشتعل برميل البارود ودار رحى الحرب وتسارعت وتيرة الاحداث ولكن الامر المؤسف ومنذ البدايه هو عدم التخطيط السليم لتفجير الثورة المسلحه ضد النظام الغاشم وعلى الصعيد الآخر وجد النظام ضالته فى اذكاء نار الفتنه لدك معاقل حزب الامه المنافس الانتخابى فى المستقبل اذا أجبر النظام الانقلابى على ممارسة الديمقراطيه وهذا ماحدث الان اذا نظرت الى نتيجة انتخابات عام 2010 م مقارنة بآخر انتخابات أجريت فى عام 1986 فان سياسة المؤتمر الوطنى قد نجحت فى تمزيق مجتمع أهل دارفور أصحاب الاغلبيه الميكانيكيه فى أية انتخابات اذا قدر لها ان تكون شفافه ونزيهه .
فيا ابناء القبائل العربيه يجب ان تدركوا تماما ان المؤتمر الوطنى عدوكم الاول ولايمكن ان يفرط فى تسهيل كل ماهو ممكن أمامكم للوصول الى السلطه لا فى دارفور ولا فى كردفان ولا فى السودان ولا فى تشاد كما ان بعض الافراد واقول بعض الافراد من قيادات حركات دارفور هم أيضاء عدوكم الثانى ويريد القضاء عليكم واخراجكم من دارفور فالعيب كل العيب ان يتم أستخدامكم كمقاتلين فى صفوف احدى الحركات التى تتشدق بانها تخطط بنفس عقلية المؤتمر الوطنى فى ما يتعلق بشراء الذمم واستغلال أبناء القبائل العربيه ومن المشاهد اليوم هو ان أجندة القبائل العربيه أصبحت حاضرة وبقوة امام كل من (النظام يقول هى معه ولكن فقط مقاتلين/ الحركات تقول هى حركات قوميه وغير قبليه لان ابناء القبائل العربيه معها ولكن للاسف بعيدين عن سلطة القرار فهم ديكور/ المجتمع الدولى يقول مافى سلام بدون القبائل العربيه ولايسعى لمشاركتها / الوسيط يشدد على مشاركة كل أهل دارفور بما فيهم القبائل العربيه ولايدعوها للتفاوض /فهذا الغياب سوف يؤثر تاثيرا بالغا فى مصير الحوار الدارفورى فالمشاركه اللاحقه هى الاخرى لاتعدوا ان تكون كتمامة الجرتق فاللهم اشهد فانى قد بلغت .
اسماعيل احمد رحمه / المحامى / فرنسا 0033689267386

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق