السبت، 5 فبراير 2011

رحلة الدخول الى السودان عبر بوابة الدوحة محفوفة المخاطر؟

رحلة الدخول الى السودان عبر بوابة الدوحة محفوفة المخاطر؟
مما لاشك فيه أن قرار الإنتقال أو الإرتحال من مكان الى مكان يحتاج الى مراحل تسبق الدخول فى مغامرة السفر ، على الرغم من أن الوسائل التى يمكن أن يتخذها الإنسان فى عالم اليوم مختلفة فى حداثتها وعصريتها وهى أيضاءً تختلف من درجة الى أخرى ، فاذا ما قرر الإنسان أن يبدأ الرحلة فلابد أن يتوقف ولو قليلاً أمام هذه التنبيهات ، وهى إختيار وقت الرحيل ونقطة الانطلاقة والمحطات التى يسلكها الطريق وأن يحدد جهة الوصول وبهذا يكون سهلاً لديه أن يبلغ المقصد وعلى الله قصد السبيل .
فما بين نقطة الإنطلاقة ونهاية الرحلة وعلى طول الطريق الذى بدأ منذ 2003 م عندما تفجرت الاوضاع الداخلية فى دارفور وإعلان المقاومة المسلحة ، بدأت الثورة ترصف طريق النصر من أجل الحرية .
على طول هذا الطريق هنالك محطات كثيرة ولكن هنا سوف أتوقف عند محطات هامة جداً وفى كل محطة توجد لافته مكتوب عليها (راجع المخاطر أمامك قبل مواصلة السفر ) هذه العبارة أنا أقصد بها كل من قابلته فى هذا الطريق وهو شاهد على نفسه وضدها شاهد من أهله .
المحطة الاولى : وجدنا حولها قطيع من الإبل يقدر بنحو( 3) ألف رأس ومعها عدد (27) راعى فى طريقها الى ليبيا ..... كان يا مكان فى قديم الزمان وفى ملتقى أبناء دارفور فى ليبيا فى شتاء يناير2005م ولحسن الحظ تم تكليفى مفاوضاً لتقريب وجهات النظر بين فريقين بصفتى عضواً فى إحدى الحركات وبتفويض من قيادتها وبين من يدعون ملكيتة الإبل وذوى القربى للرعاة المفقودين حتى الأن ؟، وبين من أشارت اليهم أيادى الإتهام والمفاجأة أنه تحول الشك الى اليقين وإعترف المسئول السياسى بالابل وأنكر الرعاة . ولكن فشلت المفاوضات بهذه العبارة( مال الدنيا بروح وبنجمع) ولكن المطلوب هو معرفة مصير الرعاة ..... ولايزال السؤال قائم ومعه حق الدم .
المحطة الثانية: بعد إنتهاء الملتقى المشار إليه بعالية قفلت كل الوفود الى حيث أٌستقدمت وأنا قفلت الى القاهرة ولكن المفاجأة هى معلومة منقولة من أحد القادة الذين يتبعون الى الحركة وكان ذلك بعد (6)أشهر من رحلة العودة وهو يقول ( إستولينا على عدد 23 شاحنة تجارية (zy ) بكامل بضاعتها والسائقين وهى الأن فى القيادة معنا ). رغم عدم علم رئيس الحركة بهذه العملية والتصرف المخالف لمبادىء الثورة ( الثورة قامت من أجل الانسان وتزحف نحو الانسان وليس ضده ) تقطعت الجهود أمام الرد العنيف من المسئول السياسى الإول فى الميدان وهو يقول ( السائقين لم نطلق سراحهم لانهم رهن التحرى ) ..... إنتهى؟
كان ذلك فى يناير2005م وفى صيف عام 2006م والرواية بمرارة الرواى وهو يقول ( العربات والبضاعة تم التصرف فيها) المفروض يتم إطلاق سراح السواقين الابرياء أصحاب لقمة العيش . بعدها تم التوقيع على إتفاقية أبوجا وبدأ مسلسل الانشقاقات داخل الحركات . المفاجأة الكبرى وأنا فى جمهورية مصر وأمام التلفزيون أتابع نشرة الأخبار كان الخبر الأتى ( إنشقاق نائب القائد بحركة......... ومعه مجموعة مسلحة وعربات دفع رباعى وبحوزتة عدد (14) سائق محجوزين وقام بتسليمهم الى والى ولاية غرب دارفور ) التلفزيون يعرض صور السواقين وأشكالهم قد تغيرت من الحجز القسرى ، أما الباقين فقد ماتوا رهن التحرى وعددهم (9) . السؤال المطروح ماالذى يمنع الاخ المسئول السياسى الاول بالميدان أن يقوم بتسليم السواقين الى منظمة الصليب الاحمر من أول يوم تم التصرف فى العربات وبضاعتها .
المحطة الثالثة : لاتختلف عن المحطة الأولى لو لا لطفاً من الله ، وإذ نحن نتفاوض فى أبوجا طوال اليوم ومن ثم نخلد الى الراحة فاذا بالباب طارق يطرق مسرعاً ، فتحت الباب وسرعان ما قرأت فى وجهه علامات طلب النجدة على الفور خرجنا خارج الفندق فكانت الرواية ( ياإسماعيل دخلت منطقتنا (جبل مون ) أعداد من الإبل تقدر بحوالى 200 رأس ويبدو أنها ضلت فى المرعى والآن بحوزة الثوار بالميدان وصدرت تعليمات من المسئول السياسى الاول بالميدان من مقر قيادته بمنطقة (با....) قريبة من تشاد بأن تتحرك قوة الى جبل مون للإستيلاء عليها وترحليها الى مقر قيادته، فياإسماعيل إذا حدث هذا سوف تقع كارثة فى منطقتنا وأهلنا أبرياء ؟
على الفور أجرينا إتصال بزعيم الادارة الاهلية لمنطقة جبل مون وببعض تجار المواشى بزريبة المواشى بالجنينة وتم إحتواء الامر فى أقل من ساعتين وإتضح أن الإبل كانت ضمن مجموعة فى طريقها الى ليبيا وقامت الادارة الاهلية ببعض الاجراءات التى تساعد على سلامة المواطنيين الابرياء وقام أصحاب الابل بتقديم مبالغ للثوار كدعم لهم يساعدهم فى مواصلة الكفاح ضد النظام الظالم فى المركز.
وفشلت المامورية التى تحركت نحو مصادرة الإبل وتم حقن دماء الابرياء بين الطرفين وإنطفأت نار الحرب القبلية بالمنطقة .
هنالك محطات كثيرة لاتزال أمام هذا الطريق الطويل ولكن هذه المحطات تحتوى على تفاصيل وأسرار دقيقة تشكل كتاب أسود فى جبين الذين سرقوا الثورة وأهدافها وحولوها الى معركة مغانم ومكاسب وإستهبالات سياسية .هذه رسالة الى من يظن أنه ثورى من الدرجة الأولى والآخرين غرباء على الثورة ، فاذا كان مفهوم الثورة بالنسبة له هو التوقف عند هذه المحطات وأرتكاب مثل هذه الجرائم فأنا أقول له فمن الأفضل لك أن تنزل قبل أن يتحرك قطار الدوحة إلى الخرطوم لان السير فى إتجاه واحد وفى كل محطة (أمر قبض ) وأولياء دم ينتظرون العدالة . هذه تذكرة للمغفلين حملة عرش نمر الورق الوردى .
إسماعيل أحمد رحمة / المحامى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق