السبت، 5 فبراير 2011

دور المرأة السودانية في الحركة الوطنية والاستقلال

دور المرأة السودانية في الحركة الوطنية والاستقلال
بقلم الأستاذة / نجاة أحمد يوسف جميل
( معلمة وناشطة إجتماعية )
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله النبي الأمي الصادق الأمين
نتحدث في هذه العجالة عن دور المرأة في الحركة الوطنية والاستقلال فالمرأة السودانية هي أم الرجال وشقيقة الأبطال المجاهدين ، المناضلين الشرفاء الأحرار والنفر الذين رووا بدمائهم الزكية ثرى السودان من أجل حريته وكرامته ومستقبله الزاهر .
ولقد أسهمت حواء السودانية في تنمية بلدها في صور مختلفة منذ أقدم العصور ، وأصبحت أسماء نساء السودان رموزا وطنية وقومية شامخة . وما عازه التي رمز بها الشعراء لكل الوطن إلا دليل على مكانة المرأة السودانية في نفوس كل السودانيين . وقلما نجد بلدا في العالم رمز باسم نسائه لكل الأمة وقيمها ، فأصبحت مهيرة بت عبود رمزا للشجاعة و أضحى شجعان السودان هم أخوان مهيرة .
وبالأمس ساهمت المرأة السودانية جنبا إلى جنب مع الرجل في دحر المستعمر وتوعية الأجيال ونيل الاستقلال . خروجا في مواكبه واستشعارا لمسئولياته ، فتقلدت مختلف المناصب وأسست الجمعيات النسوية للنهوض بالمرأة وإعدادها للقيام بدورها الاجتماعي والوطني . لذا تشكلت ثقافة المرأة السودانية وسلوكياتها من كل هذا الخليط الثر فجعلت منهما كيانا متفردا متميزا بين نساء العالم .
فهي رمز لكفاح شعب و تصميم أمة ، وينجلي لنا هذا عندما صمم الشيخ بابكر بدري ( طيب الله ثراه) في مطلع القرن العشرين على تعليم المرأة السودانية عندما كان السودان يرزح تحت وطأة الاستعمار الإنجليزي المصري . ليؤسس لبنة مثقفة متعلمة تساهم في نهضة الوطن ومحاربة الإستعمار . ولقد بدأ هذا التعليم سنة 1907 م أهلياً وليس حكومياً وهو في حد ذاته عمل وطني أيقظ الوعي القومي بين الرائدات في التعليم آنذاك.
رُغم أن السودان أصبح حينذاك مستعمرة تحت الحكم الثنائي الإنجليزي المصري بعد سقوط دولة المهدية الإسلامية عام 1898 للميلاد إلا أن المعارضة الوطنية تبلورت ضد الإنجليز فبدأت المقاومة الوطنية عام 1921 م عندما تأسست جمعية الإتحاد السوداني أعقبتها فيما بعد جمعية اللواء الأبيض 1924 م بقيادة البطل علي عبد اللطيف ورفاقه في قوة دفاع السودان . وتجدر الإشارة هنا إلى أنه في كل من الجمعيتين لم تكن المرأة عضواً لظروف التقاليد وسلطة الاستعمار ولكن كان لها دور في مساندة المناضلين , خاصة بالنسبة لتأمين سرية الإجتماعات وتوزيع المنشورات وبرزت في تلك الفترة امرأة واحدة هي العازه زوجة البطل علي عبد اللطيف و التي تعرضت للبطش والتنكيل من الحكم الإنجليزي ورغم إنها بطولة فردية إلا أنها أصبحت نموذجاً لنضال رائدات الحركة النسائية السودانية فيما بعد .
وعندما تأسس مؤتمر الخريجين عام 1938 م كان للمرأة دور المساند والمشارك وراء ستار, يقود ذلك العمل المعلمات والممرضات والقابلات وعدد قليل من ربات البيوت .
وبإنتهاء الحرب العالمية الثانية (1939 م-1945 م) وعد الإنجليز بإعطاء السودان حق تقرير المصير فإستندت الحركة الوطنية وتكونت الأحزاب السياسية لأول مرة وإنتظمت حركة الطلاب والعمال والزراع إلى جانب بعض الجمعيات ذات الطابع الثقافي والإجتماعي .
وفي أواخر الأربعينات وبعد تكوين الأحزاب السياسية تأثرت بعض المتعلمات والمثقفات بإشتداد حركة النضال الوطني فكان عام 1947 م هو ميلاد أول تنظيم نســائي بإسم رابطة الفتيات الثقافية بأم درمان سارت على خطى مؤتمر الخريجين .(أي جعلت العمل الثقافي الإجتماعي مظلة للعمل السياسي ) ومن ثم ظهر العمل النقابي بين النساء فتأسس عام 1949 م إتحاد المعلمات كنواة للعمل النقابي ثم تحول إلى نقابة المعلمات عام 1951 م ثم كان العمل النقابي المشترك بين المعلمين و المعلمات في الستينات وهنالك نقابة الممرضين والممرضات التي تكونت 1950 م .
هنا تنامى الوعي بين العاملات في حقلي التعليم والصحة ومع إشتداد أوار الحركة الوطنية تكوًن الإتحاد النسائي 1952م على يد نخبة من المتعلمات والمثقفات – فكان نقطة تحول رئيسية في حركة المرأة السودانية .
وبداية حقيقية لنضالها الشرس من أجل الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية ومن أجل حقوق المرأة وتحسين أوضاعها – أسرة و أمومة وطفولة . وتحسين وضع العاملات والمطالبة بالحقوق السياسية والإجتماعية بصورة عامة .
أحدث تكوين الإتحاد النسائي حركة إيجابية في المجتمع وبثً روح النشاط في جمعيات نسائية صغيرة كانت قائمة وفتح المجال لقيام جمعيات نسائية جديدة تعمل لتحسين وضع المرأة والمجتمع.
لكل هذه الأسباب مجتمعة وغيرها لم تشأ السلطة الإنجليزية أن توقف حركة الإتحاد . الأمر الذي كان سيجلب لها السخط والمعارضة على الصعيدين المحلي والعالمي وبذلك تخلص إلى حقيقتين هامتين .
1. إن حركة المرأة السودانية بدأت حركة صغيرة ثم توسعت وكبرت .
2. إن أهم الأسس التي قام عليها الإتحاد النسائي السوداني تمت في فترة ما قبل الإستقلال
مما يثبت أن دور المرأة مهما كان محدوداً خلق منها قوة مشاركة مع جماهير الشعب لتحقيق الإستقلال الوطني , والذي أعلن من داخل البرلمان عُقب الفترة الإنتقالية ورفع العلم السوداني في 1/1/1956 م معلناً للعالم ميلاد سودان حر .. قوي .. أبي شامخ . ومن ثم نشطت الجمعيات النسائية وتكونت جمعياتٌ جديدة أبرزها الجبهة النسائية الوطنية.
ولقد وضعت المرأة السودانية بصمتها بقوة في تاريخ السودان قبل الاستقلال ومع الحكومات الوطنية التي تعاقبت بعد الإستقلال دفعاَ بالمرأة إلي الأمام . إلى أن بزغ فجر الإنقاذ في 29/6/1989 م وفي هذا المناخ المعافى والمنهل الفياض قاد إتحاد المرأة العام برئاسة الأستاذة / رجاء حسن خليفة مواصلة مسيرة المرأة السامية ليرتقي بالمرأة إلي قمم السمو الأخلاقي والفكري . وإلى ذروة القدرة على تجويد الأداء المهني وإلى حرية إتخاذ القرار الواعي الرصين .
ومازالت حواء حبلى ـ وأيادي المرأة ممتدة ـ ودروب المسيرة مضاءة ـ والركب ماض والأجيال قادمة . والسودان باق ٍ بإذن الله قوة ووحدة ، رفاهية وشموخاً ،،،
فهنيئاً لك يا سوداني بنسائك .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق